للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتحدث كتاب الله عن طائفة من المنافقين والكافرين يفضلون الاجتماع في غفلة عن الأنظار، بدلا من أن يجتمعوا على مرأى ومسمع من الناس وذلك بغية التآمر في اجتماعاتهم الخاصة، وأشار إلى النهي الذي وُجّه إليهم من قبل حتى لا يعقدوا مثل هذه الاجتماعات التي يبيّتون فيها الشر والأذى للإسلام والمسلمين، لكنهم بالرغم من النهي الذي وجّه إليهم عادوا لما نهوا عنه، من التناجي فيما بينهم بما فيه " ضرر خاص " وهو المعبر عنه هنا (بالإثم)، وبما فيه " ضرر عام " وهو المعبر عنه هنا (بالعدوان)، وأكبر عدوان هو ما يتآمرون عليه من معصية الرسول، وعدم التنفيذ لأوامره، والخروج على تعليماته، وهذا المعنى هو ما يشير إليه قوله تعالى في خطابه لنبيه عليه السلام: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ}.

ووصف كتاب الله ما تنطوي عليه نفوس طائفة من المنافقين، وما يبرز على ألسنتهم من عبارات السخرية والتعريض، وعدم التوقير الواجب لمقام الرسالة، وما تحدثهم به أنفسهم عند ذلك، من أنه لو كان الرسول رسولا حقا لعذّبوا في الحين، جزاء ما يقولونه في حقه من الأقوال الخارجة عن حدود الأدب ومقتضيات الإيمان، وذلك قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.

ووجه كتاب الله خطابه إلى المؤمنين، داعيا إياهم، عندما

<<  <  ج: ص:  >  >>