للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يجتمعون للتناجي فيما بينهم في اجتماعات خاصة، إلى أن يتجنبوا في أحاديثهم كل ما فيه ضرر فردي أو جماعي، وأن يتناجوا فيما بينهم بالبر والتقوى دون الإثم والعدوان، وأن يستبعدوا من مذاكراتهم كل ما تشم منه رائحة التمرد وعدم الامتثال، وكل ما يؤدي إلى معصية الرسول، فطاعة الله وطاعة رسوله دعامتان أساسيتان من دعائم العقيدة الإسلامية، وركنان من أركان الدولة الإسلامية، وإلى ذلك يشير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}.

ونبه كتاب الله إلى أنه لا ينبغي للمؤمن أن يناجي آخر فيسر إليه بالحديث، ما دام حاضرا معهما مؤمن ثالث لا يعرف ما يدور بينهما، وقد يتأذى من حديثهما الذي يجهل فحواه، إذ توسوس إليه نفسه أن الحديث الذي هو نجوى بين الإثنين، ويتسارّان به فيما بينهما، يتضمن استهزاء به، أو تآمرا عليه، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}، وفي مثل هذا المعنى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث إلا بإذنه، فإن ذلك يحزنه ". وهذا النص انفرد بإخراجه مسلم في صحيحه.

وبدلا من استعمال " الشعر " وسيلة لقضاء الحاجات، حسبما كان متعارفا عند العرب، لأنه من أفضل ما عندهم، فكان الرجل يقدمه أمام حاجته " يستمطر به الكريم، ويستنزل به اللئيم " على

<<  <  ج: ص:  >  >>