يفرض عليهم، أن الوقت قد حان لتحقيق أمنيتهم، فما عليهم إلا أن يبادروا للتضحية والفداء:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}.
وأشار كتاب الله إلى موسى وعيسى عليهما السلام، ووقوف قومهما منهما موقف الزيغ والعناد:{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}، وسجل كتاب الله بشارة عيسى لبني إسرائيل برسول يأتي من بعده، وبكون هذا الرسول سيحمل اسم " أحمد " وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}، كما تحدثت الآيات الكريمة عن الهدى ودين الحق المرسل بهما إلى العالمين.
ووجه كتاب الله الدعوة إلى المؤمنين ليكونوا أنصارا لله كما كان الحواريون أنصارا لله، وأمرهم بالجهاد في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، ووعدهم على ذلك بالفوز العظيم، وبنصر من الله وفتح قريب:{وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}.
وخُتِم هذا الربع بوعد من الله لا يتخلف، عما سيؤول إليه أمر الإسلام والمسلمين من ظهور وانتشار، في مختلف القارات والأقطار، {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}.