للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وما سبقها من الرسالات إنما هي كرامة من الله للجنس البشري الذي استخلفه في الأرض، وحمله أمانة " التكليف "، وإذا كان الحق سبحانه قد أوجد الإنسان من العدم، ونفخ فيه روح الحياة الناطقة، التي ميزه بها على بقية الأحياء، فما المانع أن يختار من بين خلقه من يؤهلهم لاستقبال رسالته، وتلقيها من الملأ الأعلى، ثم حملها وتبليغها إلى كافة الناس: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} (الأنعام: ١٢٤).

وأثار كتاب الله من جديد قضية " البعث والنشأة الآخرة " ورد على مزاعم المشركين والكافرين، المنكرين لهذه الحقيقة الثابتة، مبينا أن " النشأة الآخرة " في منطق العقلاء هي أيسر وأقرب من " النشأة الأولى " لو كانوا يعقلون.

قال ابن كثير: " أمر الله رسوله أن يقسم بربه عز وجل على وقوع المعاد ووجوده في ثلاث آيات من كتاب الله:

- الآية الأولى في سورة (يونس: ٥٣): {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}.

- الآية الثانية في سورة (سبأ: ٣): {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ}.

- والآية الثالثة هنا في سورة التغابن: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}.

وبعد قسم الرسول صلى الله عليه وسلم بربه على توكيد أمر البعث ثلاث

<<  <  ج: ص:  >  >>