مرسوم له في هذه الأرض، وهذا الدور هو الخلافة عن الله في عمارتها وصلاحها، وإقامة شريعة العدل والحق بين أهلها، ومجال السباق فيها مفتوح على مصراعيه أمام المتسابقين " والعاقبة للمتقين ".
وقوله تعالى:{وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}، إشارة إلى أن الحق سبحانه وإن كان " عزيزا غالبا " منيع الجناب، فإنه سبحانه يصفح عن الذنوب ويغفر الخطايا لمن تاب إليه وأناب.
وانتقل كتاب الله إلى التحدث عن آثار قدرته، ومظاهر حكمته، فأشار إلى ما خلقه الله من السبع الطباق، وما تميزت به من الضبط الذي لا خلل معه، والنظام الذي لا فوضى بعده، ووجه كتاب الله الدعوة مكررة إلى الإنسان، ليتذكر " صنع الله " في السماوات، ويرى هل يكتشف في صنعه بعض النقائص والآفات، وإلى ذلك يشير قوله تعالى:{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا}، أي: طبقات على أبعاد متفاوتة، {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ}، أي لا عيب فيه ولا خلل ولا تنافر، {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ}، أي: هل ترى من شقوق وخروق، {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ}، أي: مرتين، مرة بعد أخرى، {يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ}، أي: كليل من الإعياء بعد تكرار النظر، دون اكتشاف أي نقص، {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ}، أي: زينا السماء القريبة إلى الأرض، بالكواكب والنجوم الظاهرة للعين، {وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ}، أي: جعلنا جنس المصابيح رجوما للشياطين، وذلك في صورة " شهب "