بينكم، تستمدون منه هذه الأحكام السخيفة التي تحكمون بها لأنفسكم، وتحكمون بها على غيركم، طبقا لشهواتكم وأهوائكم:{أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ}.
- هل عندكم أيها المشركون عهود ومواثيق من الله أعطاها لكم، وعاهدكم عليها، وواثقكم بمقتضاها، حتى تفعلوا ما تشتهون، وتحكموا بما تشاءون، {أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ}.
ثم أمر الحق سبحانه نبيه عليه السلام أن يسأل المشركين: من منهم تكفل لهم بتلك العهود، وضمن لهم تلك المواثيق:{سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ}، ودعا كتاب الله المشركين أن يحضروا معهم شركاءهم من الأصنام والأوثان، إن كان شركاؤهم صادقين في بذل العون لهم عند الحاجة، وإغاثتهم وقت الضيق:{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ}، وبين كتاب الله أن أولئك الشركاء لن يعينوا المشركين الذين أشركوهم بالله في قليل ولا كثير، بل سيسلمونهم إلى مصيرهم المفجع يوم القيامة:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ}. ثم اتجه الخطاب الإلهي إلى رسول الله عليه السلام طالبا منه أن يكل عاقبة أمر المشركين إلى سطوة الله وقدرته القاهرة، ليفعل بهم ما يشاء، ويقضي فيهم بما يريد، مبينا له أن الله تعالى إنما يعطيهم ليسلبهم، وإنما يمدهم ليحرمهم، وإنما يمهلهم ولن يهملهم: {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ