فقال صلى الله عليه وسلم كما روي في الصحيحين:" لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى ".
وأشار كتاب الله إلى ما كان للمشركين من حنق على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبغض له ولدينه، من شدة وقع الإسلام عليهم، وتسفيه لمعتقداتهم، وبين أنه لولا حفظ الله لنبيه، وعصمته له من الناس، لآذاه المشركون بأعينهم الشريرة إذاية بالغة، وذلك قوله تعالى:{وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ}. وعلق ابن كثير على هذه الآية قائلا:" إن فيها دليلا على إصابة العين، كما وردت بذلك الأحاديث المروية من طرق متعددة ".
وهنا تنتهي سورة "القلم" المكية، وتبتدئ سورة " الحاقة " المكية أيضا، والحديث في مطلعها يتعلق بيوم القيامة، فمن أسماء هذا اليوم اسم " الحاقة "، لأن فيه يتحقق الوعد والوعيد اللذان نزلت بهما الكتب الإلهية، وجاء بهما الأنبياء والرسل.
وذكر كتاب الله بأنواع العذاب التي أصابت في الدنيا طائفة من الأمم الخالية، جزاء كفرها وعنادها، فبادت واندثرت ولم يبق لها أي أثر:{فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ * وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ}، {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ * فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً}.
ووصف كتاب الله أهوال الساعة، وما يصيب الأرض والسماء عند حلولها من ظواهر كونية خارقة للعادة، تؤدي إلى