للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، فهو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تتشعب معه الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا تمله الأتقياء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، من علم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ". قال ابن كثير: " وقد وهم بعضهم في رفع هذا الحديث ".

وقوله تعالى هنا: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}، يمكن أن يفهم على وجهين:

- الوجه الأول: أن المؤمن ينبغي له أن يربط أعماله وتصرفاته بمشيئة الله، أدبا مع الله من جهة، وتوكلا عليه من جهة أخرى، بحيث لا يعتقد أن إرادته المحدودة هي الكل في الكل، وذلك على حد قوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (الكهف: ٢٣).

- والوجه الثاني: أن المؤمن ينبغي له أن يلتجئ إلى الله دائما، ويطلب منه الهداية منه والتوفيق فيما يقدم عليه من أعمال وتصرفات، حتى ييسر له أسباب النجاح من جميع الوجوه، وقد سبق في ختام سورة " المدثر " قوله تعالى: {وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}، وهو يشابه تمام المشابهة قوله تعالى هنا: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>