للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا}، وكشف الحق سبحانه عن أكبر ذنب ارتكبوه، واستحقوا من أجله العقاب والعذاب، إذ قال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا * وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا * فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا}.

ثم عرج كتاب الله على ذكر " المتقين " وثوابهم، فقال تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا * جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا}.

والآن فلنقف وقفة خاصة عند بعض الآيات من هذه السورة الكريمة:

فقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا}، امتنان من الله تعالى على الإنسان بأن منحه راحة النوم، وجعل نومه قطعا للحركة اليومية وتوقفا عنها، حتى يستريح جسمه ويستجم، وتهدأ أعصابه من مواصلة السعي وكثرة التردد، علاوة على ما في سكون النوم من تعويض عن الجهد المبذول خلال اليقظة، وأثناء الانشغال بمتاعب الحياة، وشاءت حكمة الله ورحمته أن يتم النوم بطريقة غيبية وقهرية، لا دخل فيها لتصرف الإنسان، ولا قدرة له على مقاومتها متى حل موعد النوم.

وقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا}، إشارة إلى السحب التي تثيرها الرياح، فيتساقط ما فيها من الماء، وينزل على الأرض لصالح من فيها، من الإنسان والنبات والحيوان، و " الماء الثجاج " هو المتتابع الصب، وإلى هذا المعنى يشير قوله

<<  <  ج: ص:  >  >>