للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تعالى في آية أخرى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} (الروم: ٤٨).

وقوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا}، المراد " بالصور " شيء يشبه البوق، سينفخ فيه يوم القيامة لدعوة الخلائق إلى ميقات جمعهم المعلوم، ولم يضف كتاب الله إلى ذكر اسمه أي بيان عنه ولا عن كيفيته، فذلك من " علم الغيب ".

وقوله تعالى: {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا}، أي: أن الجبال التي كانت ثابتة في مكانها قبل يوم القيامة لا يبقى منها عند قيام الساعة عين ولا أثر، نظير المعنى الوارد في قوله تعالى: {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا} (النور: ٣٩).

وقوله تعالى " للطاغين " الوارد في مقابلة قوله تعالى " للمتقين " في هذه السورة، إشارة إلى أن " تقوى الله " من شأنها أن تحول بين صاحبها وبين انتهاك حرمات الله، وأن لا تسمح له بتعدي حدود الله، وبذلك يكون بعيدا عن الظلم والطغيان، ملتزما في تصرفاته للعدل والإحسان.

وقوله تعالى في شأن الطاغين: {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا}، أي: ماكثين في جهنم أحقابا، والأحقاب جمع " حقب " كما ورد في قوله تعالى: {لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} (الكهف: ٦٠)، والحقب هو المدة الطويلة من الدهر،

<<  <  ج: ص:  >  >>