للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سواه، ولا أحد من الخلق -مهما علت منزلته- ولو كان رسولا أو نبيا، يعلم وقتها على التحديد والتعيين، وذلك قوله تعالى خطابا لنبيه: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}.

ولفت الوحي الإلهي نظر الرسول عليه السلام إلى أن مهمته الوحيدة، ورسالته المحدودة، بالنسبة لقيام الساعة، لا تتجاوز حد التعريف بها وبأشراطها، والإنذار بها وبأهوالها، فقال تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا}.

وبين كتاب الله أن عمر الحياة الدنيا مهما طال فهو قصير بالنسبة إلى الحياة القادمة، فستقوم الساعة في موعدها المحدد الذي لا يعلمه إلا الله وحده، وسيبعث الناس من قبورهم عند قيامها، وسيدركون لأول وهلة أن الفترة التي قضوها قبل البعث -بما فيها فترة الحياة والموت معا- كأنها عشية من العشايا، أو ضحوة من الضحايا، في قصرها وسرعة انقضائها، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}، " عشية " أي: ما يعادل فترة العصر إلى الغروب الشمس " أو ضحاها " أي: ما يعادل فتره طلوع الشمس إلى الزوال.

وهنا ننتهي من سورة " النازعات " المكية لننتقل إلى سورة " عبس " المكية أيضا، سائلين من الله التوفيق.

ومطلع هذه السورة يخصصه كتاب الله لأمر جلل، ألا وهو التنبيه إلى التزام " مبدأ المساواة " بالنسبة لجميع السائلين والمستفتين، في نشر الهداية وتعليم الدين، وإيثار " الراغب في

<<  <  ج: ص:  >  >>