{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ}، و " الصلب " في جسم الرجل، و " الترائب " في جسم المرأة، والمراد " بيوم تبلى السرائر " يوم القيامة، الذي يظهر فيه مكنونات الصدور وخفاياها، فلا تبقى سرا من الأسرار.
وخُتمت سورة " الطارق " بقسم آخر من الله عظيم: " بالسماء " التي ينزل منها الغيث، و " بالأرض " التي ينبت فيها النبات، والمقسم عليه هنا الذي هو محل العبرة: هو أن ما جاء به كتاب الله في شأن البعث والنشأة الآخرة هو " القول الفصل " الذي لا مرد له، فهو قول حاسم لا يقبل جدلا ولا ترددا ولا معارضة، وأن كل محاولة للغض من هذه الحقيقة، أو التشكيك فيها، أو الكيد لمن آمنوا بها ستبوء بالخيبة والفشل، وسيكون النصر المبين حليف الإيمان والمؤمنين، والفشل الذريع حليف الكفر والكافرين، وذلك قوله تعالى:{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ * إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا}.