للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شورى المسلمين في أمورهم، وجعل أمرهم شورى بينهم، وذلك قوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}. هذا ورسول الله معصوم عن الخطأ، ومعصوم من الناس، ولكن الله أمره بالشورى لتكون سنة المسلمين من بعده، حتى يعالجوا شؤونهم في جو من الوفاق والوئام، لا اختلاف بعده ولا اصطدام، ولا فرقة من ورائه ولا انقسام.

ثم قال تعالى في ختام هذا الأمر الجليل: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}. روى ابن مردويه في هذا السياق عن علي ابن طالب قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن (العزم) فقال عليه الصلاة والسلام: " العزم مشاورة أهل الرأي ثم اتباعهم ".

ومعنى الآية أنه بعد تبادل الآراء في (الأمر) من الأمور مع أهل الاختصاص فيه، والخبرة به، والانتهاء فيه إلى رأي ناضج سليم لا يبقى إلا الخروج من مرحلة الاستشارة إلى مرحلة التنفيذ.

وفي هذه المرحلة يتولى الرسول عليه الصلاة وللسلام وخلفاؤه من بعده تنفيذ الرأي المقبول، مع الاعتماد على الله في بلوغ النتائج المتوخاة حسب الزمان والمكان، حيث إن التحكم فيها والتوفيق إلى إبراز آثارها أمران خارجان عن إرادة الإنسان، وذلك معنى التوكل على الله في هذا المقام، فهو بالنسبة للاستشارة والشروع في التنفيذ مسك الختام {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>