روى الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود وابن ماجة في سننهما، أنه لما أنزلت:{فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}(الواقعة: ٧٤)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اجعلوها في ركوعكم " فلما نزلت: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، قال:" اجعلوها في سجودكم ".
ومن هنا ننتقل إلى سورة " الغاشية " المكية أيضا مستعينين بالله.
و" الغاشية " من أسماء يوم القيامة، سميت بذلك لأنها تغشى الناس وتعمهم كما قال ابن عباس وغيره، وقد تصدت الآيات الكريمة في صدر هذه السورة لوصف مشاهد يوم القيامة وأهوالها، وما يكون عليه الخلق عند حشرهم في عرصاتها، فقال تعالى:{بسم الله الرحمن الرحيم هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" نعم. قد جاءني "، {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ}، أي: هناك طائفة من الناس تعلو وجوههم - يوم القيامة- الذلة والكآبة، {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ}، " عاملة " أي: علمت عملا أحبطه الله فلم يقبله منها ولم ينفعها به، فهي من الأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، " ناصبة " أي: هي يوم القيامة في نصب وتعاسة وشقاء، بالعذاب الأليم الذي تتلقاه، لأنها لم تقدم بين يديها عملا صالحا يقبله الله ويثيبها عليه:{تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ}، أي: من عين بلغت