للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كفروا بالله وكفروا بنعمه بأنهم سيكونون في ذلك اليوم من أصحاب الشمال المعذبين: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ}، أي: نار مطبقة عليهم لا محيد لهم عنها.

ومن هنا ننتقل إلى سورة " الشمس " المكية أيضا مستعينين بالله.

وهذه السورة الكريمة يتصدرها قسم من الله بالشمس والقمر، والنهار والليل، والسماء والأرض، والنفس ذات الاستعداد المزدوج، ومناط القسم فيها هو تأكيد طبيعة النفس البشرية، وزيادة التعريف بميزتها الخاصة، ألا وهي استعدادها في كل وقت للميل نحو الخير، وللميل نحو الشر، فإذا مالت نحو الخير كانت نفسا زكية طاهرة، وإذا مالت نحو الشر كانت نفسا شقية قذرة، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى: {بسم الله الرحمن الرحيم وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا}، أي: جلى البسيطة وأنار أرجاءها، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}، أي: يغشى البسيطة فتظلم آفاقها، {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}، أي: بسطها ودحاها، نظير قوله تعالى في آية أخرى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا} (النازعات: ٣٠، ٣١)، {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا}، أي: ما خلقها عليه من الفطرة المستقيمة، نظير قوله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} (الروم: ٣٠)، ثم قال تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}، أي: جعلها قادرة على التمييز بين خيرها

<<  <  ج: ص:  >  >>