للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} (الزمر: ٤٥).

وقوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ}، إشارة -أولا- إلى صفة " الخلق " البارزة، التي هي إحدى صفات الكمال الإلهي، والتي بفضلها، كان بدأ الخليقة من أصلها، وكان العالم العلوي والعالم السفلي وفق تصميمها، وإشارة -ثانيا- إلى خلق الإنسان، الذي توج الله بخلقه نشأة الأكوان، وجعله محور الرسالة، ومستودع الأمانة، ومستقر الخلافة، ومن أجل هدايته أرسل الرسالة وأنزل الكتب: {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} (الأنفال: ٤٢).

وقوله تعالى: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}، حض من الله لرسوله والمؤمنين على مواصلة القراءة باستمرار ودون انقطاع، لأنها إكرام عظيم من الله للإنسان، لا تتحقق إنسانيته على الوجه الكامل إلا بتحقيقها واستمرارها على مر الزمان.

وقوله تعالى: {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ}، تعريف للرسول والمؤمنين بقيمة " القلم " عند الله، وأثره العميق في تهذيب الإنسان وتمدينه وتحضيره، وحفظ تراثه الفكري عبر القرون والأجيال، وإشارة إلى الدور العظيم الذي سيلعبه القلم في إنشاء الحضارة الإسلامية العريقة، {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ}، ولولا القلم الذي أكرم الله به الإنسان، وهداه إلى اكتشافه واستعماله، لبقي الإنسان عبارة عن حيوان أعجم، لا رصيد له من الثقافة ولا من الحضارة، ولا أثر له في سجلات الحياة.

<<  <  ج: ص:  >  >>