قال القشيري:" يقال: هذه السورة بعضها تفسير لبعض: من هو الله؟ هو الله. من الله؟ هو الأحد. من الأحد؟ هو الصمد. من الصمد؟ هو الذي لم يلد ولم يولد. من الذي لم يلد ولم يولد؟ هو الذي لم يكن له كفوا أحد ".
ومن هنا ننتقل إلى سورة "الفلق" ويطلق عليها وعلى سورة، الناس، بعدها اسم "المعوذتين"، وهذه السورة والتي تليها كلاهما توجيه من الله لرسوله والمومين إلى الإلتجاء لكنف الله، والاحتماء بحماه، من كل أمر مخوف، ظاهر أو خفي، معلوم أو مجهول، وذلك قوله تعالى:{بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}، ومعنى " الفلق "" فلق الصبح ". وهذا المعنى هو الذي صوبه ابن جرير في تفسيره، واختاره البخاري في صحيحه. وقال البعض:" إن معنى الفلق عموم الخلق "، {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}، أي: الشمس إذا غربت، والليل إذا أقبل بظلامه، {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}، أي: من شر النساء السواحر، اللاتي يتعاطين السحر، وينفثن في العقد، ويوهمن إدخال الضرر على الغير بذلك، {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}، أي: إذا ركز حقد نفسه الشريرة على ذات المحسود، وعلى النعم التي يتقلب فيها.
ونختمُ بسورة " الناس "، ومدار الحديث فيها الاستعاذة برب الناس من {شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ}، وذلك قوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ