والجواب أن الله تعالى عليم بخلقه، مطلع على خفاياهم ونواياهم، وكثير من الناس تطغى عليهم مصالحهم المادية، وتهيمن على تصرفاتهم روح الأثرة والأنانية، فينسون الله بالكلية، ويستغلون ضعف اليتامى وعجزهم عندما يسقطون فريسة بين أيديهم، بمجرد ما يفقدون الأب الذي كان يحنو عليهم، ويرعى شؤونهم ويحوط مصالحهم، فاهتم كتاب الله بأمرهم، واعتنى بشأنهم، وتولى الحق سبحانه وتعالى الدفاع عن حقوقهم، بل تولى بنفسه محاسبة القائمين على أمرهم، حماية لهم من استغلال المستغلين، وخيانة الخائنين، وذلك قوله تعالى في نفس هذا الربع {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}.