{فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا} ولو لم يكن هناك شيطان، ولا إيحاء منه بالعصيان، لاختار الإنسان طريق الخير الذي هو مجبول عليه ومندفع إليه دائما.
وفيها إشارة رابعة إلى أن عداوة الشيطان للإنسان عداوة دائمة {وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ}. وفي هذه الإشارة تنبيه قوي للإنسان، حتى يكون دائما على حذر من الشيطان، فلا يثق بتغريره وإغرائه، ولا يمكنه من الأخذ بتلابيبه.
وأخيرا فيها إشارة خامسة إلى العهد الإلهي المتبادل بين الإنسان وربه، ألا وهو عهد إرسال الرسل وإنزال الكتب لهداية الإنسان، رحمة به وأخذا بيده، وعهد إتباع الرسل وإنزال الرسل وتطبيق الشرائع في حياة الإنسان طاعة وامتثالا {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
فإتباع الهدى الإلهي هو الحصن الحصين للإنسان، من الوقوع في شبكة الشيطان، وهو الطريق الوحيد للحصول على السعادة والفلاح، بدلا من الشقاء والخسران {فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ}.