يؤمنون بالشياطين والسحرة والكهان والأصنام، ويؤيدون الباطل، ويفضلون المشركين على المسلمين بدعوى أنهم أحسن منهم حالا وأفضل اعتقادا {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} ثم تكر عليهم الآيات باللعن والطرد وتنذرهم بالفشل: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا}.
ويتساءل كتاب الله لو أن هذا الصنف من الناس كان لهم نصيب من الملك والسلطان، ماذا كانوا يفعلون بضعفاء بني الإنسان؟ ويأتي الجواب القاطع بأنهم لا يؤتون الناس حتى " النقير "، أي حتى أتفه الأشياء وأقلها، وذلك لأنهم بلغوا من البخل والشح وقسوة القلب واحتقار الضعفاء ما يجعلهم أحرص الناس على احتكار جميع وسائل العيش وأسباب الثروة لأنفسهم دون الناس جميعا {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا}.
وفي مثل هذا الصنف جاء قوله تعالى أيضا:{قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ}.
وأخيرا يكشف كتاب الله الستار عن السبب الدفين في معارضة اليهود للمسلمين، ويبين أنه مجرد حسد اليهود للمسلمين على ما آتاهم الله من فضله، فقد ظلت النبوة زمنا طويلا في أنبياء بني إسرائيل، وجاء عيسى بن مريم فكان منهم، وإن رفضوا دعوته، وأنكروا رسالته، لكن هذا الرسول الذي جعله الله خاتم الأنبياء والمرسلين هو من بني إسماعيل لا من بني إسرائيل، فهم يحسدونه حسدا بالغا، لأن النبوة ختمت به، فخرجت منهم، ولن تعود إليهم