للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإن مفهومه يتضمن وعيدا للمسيئين بالنقص والحرمان، على حد قوله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.

وقوله تعالى: {فَأنزَلنَا عَلَى الذِينَ ظَلَمُوا رِجزاُ مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفسُقُونَ} فيه تحذير من ظلم عباده والعدوان على حقوقهم، إذ الخلق كلهم عيال الله، وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله، طبقا لما جاء في الأثر، كما أن فيه إنذارا للظالمين بالعقاب الرادع والعذاب الشديد، ينزل عليهم من حيث لا ينتظرون {رِجزاً مِّنَ السَّماءِ}، وقوله: {بِمَا كَانُوا يَفسُقُونَ} إدراج لمعنى الظلم في إطار الفسق نفسه، وتأكيد لما سبق من الآيات في وصف (الفاسقين) من خيانة للعهود، وقطع للأرحام، وإفساد في الأرض، فالظلم في حد ذاته أكبر مظهر للفساد في الأرض، وبذلك يندرج تحت الفسق ويلازم الفاسقين.

أما قوله تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} فإنه يشير إلى الفترة القصيرة التي استقاموا فيها على طريقة موسى الكليم، ففي تلك الفترة التي لم تطل كان المؤمنون من بني إسرائيل أفضل من غيرهم، ممن حولهم من الكفار والمشركين، حتى إذا ما بدلوا وظلموا عاقبهم الله بالخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.

ولعل أعظم تأنيب يوجه إلى الشخص بعد تجريده من شرفه

<<  <  ج: ص:  >  >>