وختمت آيات هذا الربع بدعوة أهل الكتاب إلى الإيمان بالله وتقواه، ودعوتهم إلى تنفيذ التوجيهات الإلهية التي تضمنها الوحي المنزل في التوراة والإنجيل والقرآن، كما تضمنت نفس الآيات الكريمة وعد الله لهم - إن دخلوا في حظيرة الإسلام وحكمه - بالمزيد من نعمه الظاهرة والباطنة، وذلك قوله تعالى:{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ}. وهذا الوعد الإلهي وإن كان موجها لكفار أهل الكتاب، فهو موجه لعصاه المسلمين من باب أولى وأحرى، فما عليهم إلا أن يعودوا إلى الله ويرضوا بحكمه، ويسيروا في حياتهم الخاصة والعامة على ضوء الهدي المحمدي، ليكونوا من المهتدين، ومع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.