للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.

وقوله تعالى في هذه الآية: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} يشبه قوله تعالى في آية أخرى {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} فلفظ {أَذِلَّةٍ} هنا بمعنى رحماء هناك، ولفظ {أَعِزَّةٍ} هنا بمعنى أشداء هناك، إذ القرآن يفسر بعضه بعضا.

ثم يزيد كتاب الله هذا الموضوع توضيحا وتبيينا، فيخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم، لافتا نظره إلى الدوافع والأسباب التي جعلت كفار أهل الكتاب ومن في حكمهم يتنكرون لحكم الله، ويصرون على الكفر بما أنزل الله، فهم يعيشون عيشة كلها فسوق وانحراف، وهم أسرع الناس إلى ارتكاب الفواحش والآثام ن وأكثرهم تهالكا على الظلم والطغيان، وأشدهم انهماكا في أكل أموال الناس بالباطل.

ولو كان هذا الأمر مقتصرا على عامتهم، والخاصة منهم تنكره وتقاومه لهان الخطب، ولكن خاصتهم متواطئة عليه مع العامة بسكوتها وتهاونها، إذ لا تنكره ولا تقف في وجهه بحال.

وذلك قوله تعالى: {وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَوْلَا يَنْهَاهُمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>