على أنفسهم بعقيدة الإسلام، التي جاء بها كافة الرسل من عند الله.
وانتقل بعد ذلك إلى تفصيل قصة المائدة، التي طلب الحواريون من عيسى ابن مريم أن يسألها لهم من الله، وبها سميت هذه السورة (سورة المائدة).
وبين كتاب الله تحرج عيسى ابن مريم من هذا الطلب، ثم إصرار الحواريين على رجائهم {قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ}.
وأمام إلحاح الحواريين لم يسع عيسى ابن مريم إلا أن يسأل ربه إنزال المائدة {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} فاستجاب الله دعاء رسوله عيسى ابن مريم {قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} ولكن الحق سبحانه وتعالى حذر من الكفر بعد ذلك، وأنذر من كفر بعد نزول المائدة بعذاب لا مثيل له {فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ}.
وبعد الانتهاء من تعداد النعم التي أنعم الله بها على عيسى ابن مريم ينتقل كتاب الله إلى محور الموضوع، وهو وصف الاستجواب الإلهي لعيسى ابن مريم أمام مجمع الرسل يوم القيامة، ووصف جواب عيسى لربه عن نفس السؤال، {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى