للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} فأجاب عيسى ربه منزها مقام الربوبية، ومتبرئا من أتباعه المحرفين المغالبين {قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ}.

ثم يتفصى عيسى ابن مريم أمام الحق سبحانه وتعالى من كل مسؤولية يمكن إلقاؤها عليه من جراء ادعاءات المسيحيين إلا ما شاهده عيانا وهو لا يزال بين أظهرهم. أما بعد أن توفاه الله ورفعه إليه فإنه لم يعد يعرف عنهم شيئا. نعم بقيت رقابة الله عليهم مبسوطة، فهو الذي يعلم حقيقة أحوالهم، وهو سبحانه الشهيد على جميع عباده وعلى كل شيء من أعمالهم، {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.

وأخيرا سجل كتاب الله إذعان عيسى ابن مريم لمشيئة الله إذعانا كليا، ورضاه بحكمه الفاصل في شأن الأباطيل والضلالات التي روجها المسيحيون واعتقدوها من بعده، ولم يتجرأ على الشفاعة الصريحة فيهم لعظم جرمهم، واقتصر على مخاطبة الحق سبحانه وتعالى بقوله: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

وبعدما تحدث كتاب الله عن الاستعراض الإلهي لموكب

<<  <  ج: ص:  >  >>