للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا يتغير ولا يضطرب {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ} - {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}.

ومنها قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} وهو يتضمن الإشارة إلى مواقع النجوم في السماء، وكيف يهتدي الناس بواسطتها في غمرات البحر وسط الغيوم المتلبدة، والسحب الكثيفة، وفي متاهات البر داخل الصحارى وفي جوف الأدغال، وسط الزوابع والأعاصير.

ومنها قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} وهو يتضمن الإشارة إلى نشأة النفس البشرية عن أصل واحد، ثم تفرعها إلى ذكر وأنثى، ثم إلى أجناس وألوان ولغات، " فمستقر " في أرحام النساء و " مستودع " في أصلاب الرجال، وما تشتمل عليه هذه النشأة من عجائب وحكم، في بدايتها وفي تسلسلها وفي تنوعها {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ}.

ومنها قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ} وهو يتضمن الإشارة إلى أن ماء المطر، رغما عن كونه واحدا في طبيعته، متماثلا في تركيبه وماهيته، ينشأ عنه، بإذن الله وتسخيره، ما لا يحصى من أصناف النباتات التي يعيش عليها الإنسان والحيوان، مع اختلاف الأحجام والطعوم والألوان، {فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا

<<  <  ج: ص:  >  >>