وصايا أخرى تتعلق بالمجتمع الإسلامي، والدولة الإسلامية على العموم.
ففيما يخص المجتمع الإسلامي أوصى الله المسلمين بالابتعاد عن الفواحش ما ظهر منها كالزنى وما بطن كالمخادنة، وذلك صيانة للأعراض، وبعدا عن الاختلاط المرذول، المؤدي إلى اختلاط الأنساب واختلاط الدماء، كما أوصى الله المسلمين بصيانة أموال يتاماهم الذين هم وديعة الله في أيديهم، وبحسن إدارة أموالهم وتنميتها، إعانة لهم، وسعيا إلى تكوين مواطنين صالحين منهم، قادرين على مواجهة مسؤوليات الحياة عندما يبلغون رشدهم وأشدهم، وأوصاهم أيضا بأن لا يختلس بعضهم مال بعض، ولا يضيع بعضهم حق بعض، وذلك قوله تعالى:{وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}، وقوله تعالى، {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ}.
وفيما يخص الدولة الإسلامية أوصى الله المسلمين بالمحافظة على أرواحهم، وإقرار الأمن العام في حياتهم، وعدم التقاتل والتهارش فيما بينهم، وإقامة العدل على الوجه الكامل في أحكامهم وتصرفاتهم، والحرص على الوفاء بعهودهم فيما بينهم بعضهم مع بعض، وفيما بينهم وبين غيرهم من الأمم والملل الأخرى، وذلك قوله تعالى:{وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} وقوله تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا}.
وختم كتاب الله هذه الوصايا بوصية جامعة مانعة هي وجوب التزام المسلمين لدينهم، وضرورة تمسك المسلمين بوحدتهم، وذلك