للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} -أي متتابعين-: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، وقوله تعالى: {وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ * إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} وقوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا} أي ليعرف المؤمنين نعمته عليهم بإظهارهم على عدوهم، رغما عن كثرته وقلتهم: {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ}.

ونبه كتاب الله إلى أن سر النجاح في مثل هذه المواقف، أو مفتاح النصر فيها ليس في كثرة العدد والعدد بقدر ما هو كامن في الإيمان الصادق، والتضحية المثالية، وروح الفداء الخالصة لوجه الله التي يتشبع بها المسلمون، فالعبرة في نظر الإسلام بالكيف قبل الكم، وذلك ما يقتضيه قوله تعالى: {وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ}.

وقوله تعالى عقب ذلك: {وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} تعهد من الله تعالى بإعانة أهل الإيمان الحق، وبنصرتهم على غيرهم ولو كانوا ثلة قليلة، ما تمسكوا بإيمانهم وثبتوا على دينهم، وكانت صلتهم بالله موصولة غير مقطوعة.

واهتمت الآيات الكريمة اهتماما خاصا بجريمة الفرار من الصف، مما يمكن أن يحدث في مثل هذه الظروف، وهي الجريمة

<<  <  ج: ص:  >  >>