للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} وبهذا الحكم الإلهي الحكيم في الغنائم، أسقط الله حكم الجاهلية الظالم: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.

وقوله تعالى: {وَلِذِي الْقُرْبَى} ذهب كثير من المفسرين إلى أن المراد به نفس المعنى المقصود في قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} وعن عمر بن عبد العزيز أن القرابة لا يعطون من الخمس إلا بالفقر، قال مالك: وبه أقول. واحتج مالك بأن ذلك جعل لهم عوضا عن الصدقة، لأنها لا تحل لآل البيت.

وقوله تعالى: {وَالْيَتَامَى} المراد به أيتام المسلمين الفقراء، واليتيم من فيه ثلاثة أوصاف: موت أبيه قبل بلوغه، ووجود الإسلام فيه أصلا أو تبعا لأبويه، وحاجته إلى المساعدة. وتوسع بعض العلماء فأدرج في اليتامى المستحقين حتى اليتامى الأغنياء، بوصف يتمهم، لا بوصف غناهم.

وقوله تعالى: {وَابْنَ السَّبِيلِ} المراد به المسافر الذي يجتاز الطريق محتاجا، وإن كان غنيا في بلده، ومثله من عزم على السفر إلى مسافة تقصر فيها الصلاة، دون أن يكون عنده ما ينفقه في ذلك السفر.

وقوله تعالى: {يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} إشارة إلى يوم بدر الذي فرق الله فيه بين الحق والباطل، وأعلى كلمة الإيمان على كلمة الشرك، والمراد: {بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا} عدوة الوادي القريبة

<<  <  ج: ص:  >  >>