للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهي أن يظهر الإسلام وينصره على بقية الأديان، عن طريق الحجة والبرهان، وعن طريق النفوذ والسلطان. وذلك قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}. وقد حقق الله هذه البشرى أولا في جزيرة العرب، إذ محا منها إلى الأبد كافة الملل والنحل التي كانت منتشرة فيها قبل عهد الرسالة، ثم حقق الله هذه البشرى خارج الجزيرة العربية، فطهر بلدانا عديدة وأقطارا شاسعة في جميع أطراف العالم من أوساخ المعتقدات الباطلة، ومن مظالم السلطات الزائفة، وأشع عليها نور الإسلام، بعدما كانت غارقة في الظلام.

وما هذا العالم الإسلامي المترامي الأطراف الذي يقع في صرة العالم اليوم وعند ملتقى القارات والمحيطات، والذي هو مركز الثقل في العالم كله إلى الآن، والذي يعد أبناؤه بمئات ومئات الملايين، بعد أن لم يكن شيئا مذكورا، إلا جزء من هذه البشرى، وستتلوه بحول الله وقوته بشائر أخرى.

جاء في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله زوى لي الأرض -أي جمع لي وقبض- مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها).

وروى الإمام أحمد من حديث المقداد ابن الأسود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يبقى على وجه الأرض بيت مدر ولا وبر إلا دخلته كلمة الإسلام، يعز عزيزا ويذل ذليلا، إما يعزهم الله فيجعلهم من أهلها، وإما يذلهم فيدينون لها: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>