جوهر الإسلام الصافي وحقيقته الساطعة، وهكذا أثبتت الأيام والوقائع باستمرار تحالف اليهودية والنصرانية ضد الإسلام قديما وحديثا، مصداقا لقوله تعالى في سورة المائدة:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}. كما أثبتت نفس الوقائع والأحداث صدق كتاب الله في كل ما وصف به طائفة الأحبار والرهبان إذ قال:{إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}. قال القاضي أبو بكر " ابن العربي ": " ومعنى صدهم عن سبيل الله صدهم لأهل دينهم عن الدخول في الإسلام، بتبديلهم وتغييرهم، وإغوائهم وتضليلهم ".
وكلمة " أحبار " جمع حبر، ويقال بكسر الحاء وفتحها، ومعناه في الأصل الذي يحسن القول وينظمه ويتقنه، ومنه ثوب محبر أي جامع للزينة، وغلط بعضهم عندما قال إن الحبر سمي حبرا من حمل الحبر والكتابة به، والحبر هو المداد. و " الأحبار " من اليهود. وكلمة " رهبان " جمع راهب، أخذ من الرهبة، وأطلق في الأصل على من حمله خوف الله على أن يجعل عمله معه، وأنسه به. و " الرهبان " من النصارى. قال سفيان بن عيينة:" من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا كان فيه شبه من النصارى ".
وانتقل كتاب الله إلى الحديث عن المتمولين الأشحاء الذين لا يؤدون حقوق الله ولا حقوق الخلق فيما رزقهم من الأموال، فقال