Régis Blachère في كتابه باللغة الفرنسية " مدخل إلى القرآن "" أن العارف باللغتين العربية واللاتينية عندما يقارن بين النص العربي للقرآن وهذه الترجمة اللاتينية لا يملك نفسه من الدهشة، إذ يجدها قليلة التشابه مع النص الأصلي، ولا يتردد عن القول بأنها ليست بترجمة مطلقا " ثم يعترف هذا المستشرق بعد ذلك صراحة " بأن العالم المسيحي قد استمر ضحية هذه الترجمة المشوهة الوحيدة خلال خمسة قرون كاملة، وأن العالم المسيحي ظل يعتمد عليها ويستعملها مباشرة أو بواسطة طوال هذه القرون الخمسة، في حملاته العنيفة والسخيفة ضد الإسلام "، وذلك على حد تعبير المستشرق المذكور، وقد استمر طبع هذه الترجمة اللاتينية المشوهة ونشرها حتى فيما يسمى بعهد " النهضة والإحياء " مما يدل على أن أقطاب النهضة الأوربية كانوا أيضا مرتاحين ومطمئنين إلى هذه الترجمة اللاتينية المشوهة للقرآن الكريم، وهذه الترجمة بالذات هي التي قام بطبعها في سويسرا سنة١٥٤٣ أستاذ علم اللاهوت بوشمان Bushman وعن هذه الترجمة اللاتينية أخذت الترجمة الإيطالية التي نشرت سنة ١٥٤٧، وعن الترجمة الإيطالية المأخوذة عن اللاتينية أخذت الترجمة الألمانية التي نشرت سنة ١٦١٦، وعن الترجمة الألمانية أخذت الترجمة الهولندية التي صدرت سنة ١٦٤١، وهكذا استمرت عملية التشويه والتزوير للقرآن الكريم التي دشنها الرهبان المسيحيون بإعانة إخوانهم التراجمة اليهود قرونا طوالا تعمل عملها وتؤتي أكلها في نفوس المسيحيين في العالم أجمع، فهذا مثال واحد مما قام به الرهبان وأعوانهم من صد الناس عن سبيل الله، والحيلولة بينهم وبين معرفة