- الحقيقة الثالثة: إن إبراهيم الخليل الذي دعا الله أن يبعث في ذريته رسولا منهم فقال وهو يناجي ربه {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} قد تقبل الله دعاءه، واستجاب له، فبعث ذلك الرسول، المرتقب منذ عهد طويل، وهو محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، وأنزل ذلك الكتاب، المنتظر منذ أمد بعيد وهو القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.
- الحقيقة الرابعة: إن ملة إبراهيم في صفائها ونقائها وبعدها عن كل شائبة من شوائب الشك والانحراف، هي بنفسها ملة الإسلام التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} فهو الذي أرسله الله لإحيائها وتجديد معالمها بعد الاندثار، وهو الذي بعثه لبعثها بين الناس من جديد، تحقيقا لدعوة إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ}.
- الحقيقة الخامسة: إن أول بيت أقيم على وجه الأرض باسم الله ولعبادته وحده، عبادة خالصة من كل شرك، طاهرة من كل دنس، هو مقام إبراهيم الذي أمر الله باتخاذه مصلى، فهو بيت الله