للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويحكي لنا على لسان خاتم الأنبياء والمرسلين المسلم الأول في هذه الأمة: {إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: ١٦٢، ١٦٣].

ولعل من البديهي أن تكون عقيدة الإسلام واحدة ودعوته واحدة، رغما عن تباعد الأيام وتطاول القرون، وتعدد الأنبياء وكثرة الرسل، ما دام منبع الإسلام الأول والأخير منبعا وحيدا وواحدا لا يتعدد ولا يتبدل، ألا وهو الوحي الإلهي الصادر عن الله تعالى الواحد الأحد، خالق الكون ومدبر الأمر، الذي لا تبديل لكلماته، وكلماته كلها صدق وعدل {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام: ١١٥].

وبين كتاب الله للتذكير والتحذير مصير المصرين على الباطل من قوم نوح، حيث أغرقهم وأبادهم بالمرة، ومصير الذين استجابوا لله ولرسوله، حيث نجاهم مع نبيهم نوح من الغرق، فكانت نجاتهم مزدوجة: نجاهم من الغرق في بحر الضلال في البداية، ونجاهم من الغرق في بحر الوبال في النهاية، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ} أي نجينا نوحا ونجينا من آمن به وأصبح على دينه " والمرء في ميزانه أتباعه "، {وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ} أي جعلنا الذين آمنوا بنوح مستخلفين في الأرض، بدلا ممن كذبوه فلم يعودوا أهلا للاستخلاف {وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}.

ونبه كتاب الله إلى أن الحكمة في ذكر قصة نوح وما ماثلها

<<  <  ج: ص:  >  >>