للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والأولوية التي يتمتع بها هذا البيت بين كافة بيوت الله في الأرض، كل ذلك مهد الجو لإعادة الحق إلى نصابه، وانتصار العقيدة الإسلامية الإبراهيمية في طبيعة المسجد الحرام ورسالته الخالدة.

ولم يلبث الرسول عليه السلام أن تلقى الوحي من ربه على هذا النحو الرقيق الرفيق {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}. وتأتي الآية ثانية في نفس المقام: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ}. وتأتي آية ثالثة تركز نفس الاتجاه، وتوضح في نفس الوقت وجه الحكمة الإلهية فيه: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ}. فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلمهم بما نزل من القرآن في شأن استقبال المسجد الحرام، وكانت أول صلاة صلاها إليه بهذه المناسبة التاريخية هي صلاة العصر كما ورد في الصحيحين من رواية البراء.

ولعل أحد السائلين يتساءل ما هو السر في ترادف هذه الآيات كلها على موضوع واحد هو الأمر باستقبال المسجد الحرام؟.

إن السر في ذلك على ما قاله ابن عباس ترجمان القرآن هو مجرد التأكيد، نظرا لأن الأمر يتعلق بأول نسخ وقع في الإسلام.

وأما السر في ذلك على ما وجهه فخر الدين الرازي فهو اختلاف الأحوال بالنسبة للمصلين عند الاستقبال.

<<  <  ج: ص:  >  >>