ابناً للرسول، إذ {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}[الطور: ٢١]، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى هنا:{وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} أي بمرأى منا وبإرشادنا {وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ} - {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ} أي فتحت أبواب السماء بالأمطار الطوفانية، وفجرت طبقات الأرض بالعيون الجارية، كما فسر ذلك قوله تعالى في آية أخرى:{فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ}[القمر: ١١، ١٢] والاستثناء هنا لابنه وامرأته اللذين عاقبهما الله بالغرق، جزاء إصرارهما على الكفر {وَمَنْ آمَنَ} أي احمل معك من آمن من قومك، ثم عقب كتاب الله على ذلك فقال:{وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} مصداقا لقوله تعالى في آية أخرى عن أصحاب الميمنة {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ}[الواقعة: ١٣، ١٤].