رآها أوائل هذه الأمة، وكم من سفينة قد كانت بعدها، فهلكت وصارت رمادا ".
ثم تحدث كتاب الله عما أوحى الله به إلى نوح عليه السلام عندما أرست سفينته على الجودي، وما صدر إليه من الإذن بالنزول من السفينة إلى الأرض، مصحوبا فيها بسلام الله، مع البشارة بحلول بركات الله عليه وعلى أمم المؤمنين من ذريته، والإنذار لأمم أخرى ستكفر بالله، فتنال حظها من المتاع في الدنيا ثم يلحقها العذاب الأليم في الآخرة، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى:{قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ}. قال محمد بن كعب: " دخل في هذا السلام كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة، وكذلك دخل في العذاب والمتاع كل كافر وكافرة إلى يوم القيامة ".
وعقب كتاب الله على تفاصيل هذه القصة المثيرة، مبينا أنها قد ظلت مطوية تحت أستار الغيب قرونا وقرونا، حتى كشف الوحي الإلهي عنها النقاب، ونزلت في شأنها آيات الكتاب، منبها خاتم الأنبياء والمرسلين إلى العبرة المقصودة، من عرض قصة نوح، بالنسبة للمشركين والمؤمنين، فقال تعالى:{تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}.
وفي هذه القصة نقطة لا بد من الوقوف عندها وقفة خاصة،