الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} حكاية لما قاله يعقوب لابنه يوسف، متنبئا بما سيؤول إليه أمره في مستقبل الأيام.
وقوله تعالى حكاية عن إخوة يوسف في شأن أبيهم يعقوب:{إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}، إشارة إلى أنه كان لا ينزلهم من نفسه منزلة أخيهم يوسف، بينما محل الولد من أبيه هو أن ينزله منزلة سائر أولاده دون تفضيل، فالمراد هنا " بضلاله " إفراطه في حب يوسف وأخيه.
وقوله تعالى:{وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ} قال القاضي أبو بكر (ابن العربي): " فيه دليل على أن بكاء المرء لا يدل دائما على صدق مقاله، لاحتمال أن يكون تصنعا، ومن الناس من يقدر من التطبع على ما يشبه الطبع ".
وقوله تعالى حكاية عن إخوة يوسف:{قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا} تضمن إشارة إلى السباق، والأصل فيه الجري على الأقدام لمعرفة السابق من اللاحق، والسباق مندوب إليه شرعا، قال القاضي أبو بكر (ابن العربي): " المسابقة شرعة في الشريعة، وخصلة بديعة، وعون على الحرب، وقد فعلها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه وبخيله، فروي أنه سابق عائشة فسبقها، وأنه سابقها فسبقته، فقال لها هذه بتلك، وروي أنه سابق بين الخيل التي أضمرت، من الحيفاء إلى ثنية الوداع، وسابق بين الخيل التي لم تضمر، من الثنية إلى مسجد بني زريق، وفي ذلك من الفوائد رياضة النفس والدواب، وتدريب