وذلك قوله في البقرة:{تِلْكَ حُدُودُ الله} يعني سُنَّة الله، وأمره في الطَّلاقِ. يقول:{فَلاَ تَعْتَدُوهَا} إلى غيرها، {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ الله فأولائك هُمُ الظالمون} لأَنفسهم. ونظيرها في النساء الصّغرى. وقال في النِّساء:{وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ} إلى غيرها استحلالا له {يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا} .
[الوجه الثاني: الاعتداء بعينه]
وذلك قوله في البقرة:{فَمَنِ اعتدى بَعْدَ ذلك} يقول: فمن اعتدى على القاتل بعد ما قُبل منه الدِّية، فقتله، {فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} . وكقوله في المائدة:{لَيَبْلُوَنَّكُمُ الله بِشَيْءٍ مِّنَ الصيد تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ} إِلى قوله: {فَمَنِ اعتدى بَعْدَ ذلك} يقول: فمن اعتدى فقتل الصّيد بعد النَّهي، {فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} يقول: ضرب وجيع. وقال في البقرة:{فَمَنِ اعتدى عَلَيْكُمْ} أي قاتلكم في الشَّهر الحرام، والبلد الحرام، {فاعتدوا عَلَيْهِ} أي قاتلوه، {بِمِثْلِ مَا اعتدى عَلَيْكُمْ} .