[الوجه الخامس: الكلام يعني الإيمان من الكفار عند معاينة العذاب في الدنيا]
فقال يخبر عن الأُمم الخالية الَّذين عذِّبوا في الدُّنيا قال:{فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا} يعني عذابنا في الدُّنيا {قالوا آمَنَّا بالله وَحْدَهُ} ، يقول الله:{فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ} عند نزول العذاب بهم كما لم ينفع فرعونَ إِيمانُه عند الغرق. وقال:{فَلَمَّآ أَحَسُّواْ بَأْسَنَآ إِذَا هُمْ مِّنْهَا يَرْكُضُونَ} ، و {قَالُواْ ياويلنآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} فأقرّوا على أنفسهم بالظُّلْمِ، وآمنُوا بما جاءت به الرّسل، وسألوا الرّجعة إِلى الدُّنيا وسألوا النَّظر ليحسنوا العمل. وقال في سورة الشعراء:{لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ حتى يَرَوُاْ العذاب الأليم} فيقُولُوا عنذ ذلك، {فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ} . وقال في سورة يونس:{أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ} يعني حتى إِذا ما نزل العذاب، {آمَنْتُمْ بِهِ الآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} .