للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تفسير التوفي على ثلاثة وجوه]

[الوجه الأول: التوفي يعني قبض ذهن الإنسان الذي به يعقل الأشياء ويرى الرؤيا]

وذلك قوله في سورة الأَنعام: {وَهُوَ الذي يَتَوَفَّاكُم بالليل} يعني يميتكم فيقبض من الأَنفس الذهن الذي به يعقل الأَشياء ويترك فيها الروح والحياة فهو يتقلب بالروح الذي فيه، ويرى الرؤيا بالذهن الذي قُبِض منه، وذلك قوله في سورة الزّمر: {الله يَتَوَفَّى الأنفس حِينَ مَوْتِهَا} يعني يقبض الأَنفس حين موتها. وذلك أن الإِنسان له حياة، وروح، ونفس. فإِذا نام وخرج من نفسه الذي به يعقل وله شعاع وله حبل / إِلى الجسد كشعاع الشمس في الأَرض فيرى الرؤيا بالنفس الَّتي خرجت منه كأنه بأرض أخرى، وتبقى الحياة والروح في الجسد، فبهما يتقلب ويتنفس، فإِذا حُرك رجعت النفس إِليه اسرع من طرْفه، فإِذا أراد اللهُ أن يميته في منامه أمسك النفس الخارجة وقبض الروح، فيموت في منامه.

[الوجه الثاني: التوفي يعني القبض إلى السماء]

وذلك قوله في المائدة في قول عيسى، قال: {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي} يعني فلمَّا قبضتني إِلى السماء وهو حيّ،

<<  <   >  >>