وذلك قوله في حمعاساقا:{وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظالمين} يعني من يبدأ بظلم. ونظيرها {إِنَّمَا السبيل عَلَى الذين يَظْلِمُونَ الناس وَيَبْغُونَ فِي الأرض بِغَيْرِ الحق} .
[الوجه الرابع: الظلم يعني يضرون وينقضون أنفسهم من غير شرك]
وذلك قوله في البقرة لبني إِسرائيل:{كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} يعني المنَّ والسَّلْوَى، وكان أمرهم أن يأخذوا ما يكفيهم ليومهم مولا يزدادوا على على ذلك، فعصوا فيه، فذلك قوله:{وَمَا ظَلَمُونَا} يعني وما ضرّونا، وما نقصونا حين رفعوا من المنِّ والسَّلْوَى فوق يوم، {ولاكن كانوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} يعني أنفسهم يضرّون وينقصون. ومثلها في الأَعراف:{وَمَا ظَلَمُونَا} ما ضرّونا، وما نقصونا حين رفعوا من المنّ والسَّلوى فوق يومٍ {ولاكن كانوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} يعني ينقصون ويضرّون.
[الوجه الخامس: الظالمون يعني يظلمون أنفسهم بالشرك]
وذلك قوله في الزُّخرف:{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ} يعني كفار الأُمم كلَّها فنعذبهم في الآخرة بغير ذنب، {ولاكن كَانُواْ هُمُ الظالمين} لأَنفسهم بكفرهم وتكذيبهم. وقال أيضا في آل عمران:{وَ [نَقُولُ] ذُوقُواْ عَذَابَ الحريق} يعني في الآخرة، {ذلك بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} من الكفر والتَّكذيب في