الشرك يعني الشرك بالله الذي يعدل به غيره، وذلك قوله في سورة النِّسَاء:{واعبدوا الله وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً} يعني لا تعدلوا به غيره. وكقوله:{لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} يعني لا يغفر أن يُعْدَل به غيره. وفي المائدة {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بالله} يعني يَعْدِل بالله غيره، {فَقَدْ حَرَّمَ الله عَلَيهِ الجنة} إِذا مات مصرّا على ذلك. وفي براءة:{أَنَّ الله برياء مِّنَ المشركين وَرَسُولُهُ} يعني الَّذين يعدلون به غيره. ونحوه كثير.
[الوجه الثاني: الشرك يعني الطاعة من غير عبادة]
وذلك قوله في الأَعراف:{فَلَمَّآ آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَآءَ فِيمَآ آتَاهُمَا} يعني جعلا إِبليس شريكاً لله في الطاعة، في اسم ولدهما من غير عبادة. وهو قول قتادة. وقول إِبليس:{إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ} يعني أشركتموني مع الله في الطَّاعة.