يبدو للوهلة الأولى أن التَّساؤل عن مؤلف التصاريف في غير محلِّه، ذلك أن كلا الجزءين، الأوّل والرّابع، يحمل اسما نسب إليه الكتاب وهو: يحيى بن محمَّد بن يحيى بن سلاّم. وقد تمَّت إضافة التَّأليف إليه عن طريق اللام، هكذا: ليحي ابن محمد بن يحيى بن سلاّم.
ومن المعلوم أن هذا الَّذي نسب إليه كتاب التصاريف هو حفيد يحيى بن سلاّم المفسّر.
فلم التساؤل حول صحَّة نسبة الكتاب إلى ابن سلاَّم الحفيد إذن؟
إن الطَّريقة الَّتي وقعت بها نسبة الكتاب إلى ابن سلاّم الحفيد لا تُعتبر حاسمة حتَّى نسلِّم بكون المؤلف هو ابن سلاّم الحفيد.
ذلك أنه قد وقفنا على مثل هذه الطَّريقة أو شبيهها في نسبة الكتب عند اطِّلاعنا على مخطوطات تفسير يحيى بن سلاّم الجدّ. وهذه الطريقة لا يقصد بها الإشارة إلى نسبة التأليف إلى صاحبه دائما، إنَّما تدل كذلك على رواية التَّأليف. فقد وردت في قطعة التفسير رقم: ١٨٠ القيروان، لتدل على نسبة الكتاب إلى مؤلفه:"كتاب تفسير ليحيى بن سلاّم". أو بنفس القطعة:"تفسير يحيى بن سلاّم". ووردت في القطعة رقم: ١٦٢ القيروان، لتدلّ على الرواية لا على التأليف:"بقية الكهف ... ليحيى بن محمد بن يحيى بن سلام التّيمي".
كما وردت الطريقة الثانية لتدل على الرواية في القطعة رقم: ٢٥٢ القيروان، "الجزء السادس عشر من تفسير القرآن ... . تفسير يحيى بن محمد بن يحيى بن السلام التيمي البصري".
ونحن نعلم أن ابن سلاّم الحفيد لم يكتب تفسيرا، إنَّما روى تفسير جدّه عن أبيه محمد. وذلك ما نجده في آخر هذه القطعة حيث ورد:"تم الجزء السادس عشر من التفسير عن يحيى بن محمد بن يحيى بن السَّلام البصري التيمي". وتدل لفظة "عن"، كما هو معلوم، على النقل والإِسناد. أو كما ورد في قطعة رقم: ١٧٠.