الدُّنْيَا، {وَأَنَّ الله لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} يقول: وما ظلمناهم / فنعذِّبهم في الدُّنيا على غير ذنب، ولا نعذِّب في الآخرة على غير ذنب. وقال في هود لكفَّار الأُمم الَّذين عذّبوا في الدُّنيا:{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ} فعذبناهم بغير ذنب، {ولاكن ظلموا أَنفُسَهُمْ} بكفرهم وتكذيبهم. وقال في الرّوم:{فَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ} يعني كفار الأُمم الخالية الَّذين كذبوا في الدُّنيا، يقول: لم يظلمهم فيعذبهم على غير ذنب، {ولاكن كانوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} بكفرهم وتكذيبهم.
[الوجه السادس: يظلمون يجحدون]
وذلك قوله في الأَعراف، {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأولائك الذين خسروا أَنْفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ} يعني بِمَا كانُوا بالقرآن يجحدون أنَّهُ ليس من الله. كقوله أيضا في الأَعراف:{ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم موسى بِآيَاتِنَآ} يعني اليد والعصى، {إلى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا} أي جحدوا بآياتنا أَنَّها ليست من الله. وقوله أيضا في بني إِسرائيل {وَآتَيْنَا ثَمُودَ الناقة مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا} أي فجحدوا بها أَنها ليست من اللهِ.
[الوجه السابع: الظالمون يعني السارقين]
وذلك قوله في يوسف {قَالُواْ جَزَآؤُهُ} يعني السارق، {مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ} السَّرِقة، {فَهُوَ جَزَاؤُهُ كذلك نَجْزِي الظالمين} يعني السَّارقين أن يُتَّخَذ عبدا بسرقته