وذلك قوله في سورة الحجِّ:{سَوَآءً العاكف فِيهِ والباد} يعني أهل مكَّة، والباد، هم في بيوتها شرعا، سواء وفي النِّسَاء:{وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءً} يعني فتكونون أنتم والكفَّار في الكفر شرعا، سواء. وفي الرّوم:{هَلْ لَّكُمْ مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} يعني عبيدكم {مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ} وهم {فِيهِ سَوَآءٌ} يعني شرعا، سواء. وفي سورة النَّحل:{فَهُمْ فِيهِ سَوَآءٌ} يعني شرعا، سواء.
[الوجه الخامس: سواء يعني قصدا]
وذلك قوله في القصص:{عسى ربي أَن يَهْدِيَنِي سَوَآءَ السبيل} يعني قصد الطَّرِيقِ. وفي المائدة:{وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ السبيل} يعني قصد الطَّرِيقِ. ونَحوه كثير.
[الوجه السادس: سواء يعني سواء في الاستواء]
سواء يعني سواء في الاستواء، وذلك قوله في البقرة:{سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} يعني أناسا من كفَّار العرب، لأنَّه طبع على قلوبهم، إِن أنذرت الكفَّار أم لم تنذرهم فهو عليهم سواء. وفي يس مثلها:{وَسَوَآءُ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ} . ومثله كثير.