يعني الكفر بتوحيد الله والإِنكار له، وذلك قوله في البقرة:{إِنَّ الذين كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ} . يقول: إِنَّ الَّذِين كفروا بتوحيد الله، الَّذين يلقون الله بكفرهم. وقال في سورة محمَّد:{الذين كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله} ، الهُدَى، يعني الإِسلام، يعني كفروا بتوحيد الله. وفي الحجِّ:{إِنَّ الذين كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله} كفروا بتوحيد الله؟
[الوجه الثاني: الكفر يعني الجحود]
وذلك قوله في البقرة:{فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ} يعني جحدوا به وهم يعرفونه. وفي الأَنعام {الذين آتَيْنَاهُمُ الكتاب يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمُ} يعني يعرفون النَّبِيَّ عليه السَّلام لأنَّ نعته عندهم في التوراة، قال:{الذين خسروا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} لأَنهم كفروا به بعد المعرفة. وقال في البقرة:{وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الحق وَهُمْ يَعْلَمُونَ} الحق. وقال في