وذلك قوله في البقرة:{أولائك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} يعني اختاروا الكفر بمحمَّد - بعد ما بعث - على الإِيمان به، وهم رؤوس اليهود. كقوله أيضا:{إِنَّ الذين يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ الله مِنَ الكتاب وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً} يعني يختارون الكفر بمحمّد بِعرض من الدنيا يسير. وقال في لقمان:{وَمِنَ الناس مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الحديث} يعني يختار باطل الحديث على القرآن.
[الوجه الثاني: الاشتراء يعني الابتياع]
فذلك قوله في براءة:{إِنَّ الله اشترى مِنَ المؤمنين أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجنة} .
[الوجه الثالث: اشتروا يعني باعوا]
فذلك قوله في البقرة:{بِئْسَمَا اشتروا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} يعني باعوا به أنفسهم، {أَن يَكْفُرُواْ بِمَآ أنَزَلَ الله} . ليس مثلها.