[الوجه الأول: ما بين أيديهم وما خلفهم يعني، ما بين أيديهم: ما كان قبل خلقهم. وما خلفهم يعني ما كان بعد خلقهم]
وذلك قوله في البقرة:{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} يعني يعلم ما كان قبل خلق الملائكة {وَمَا خَلْفَهُمْ} ما بعد خلقهم. وقال في سورة مريم:{لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} يعني ما كان قبل خلقنا وما يكون من بعد خلقنا. ومثلها في طه:{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} . وكقوله في سورة الأَنبياء:{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} يعني يعلم ما كان قبل خلق الملائكة وما كان بعد خلقهم.
[الوجه الثاني: ما بين أيديهم، الآخرة. وما خلفهم يعني الدنيا]
وذلك قوله في سورة مريم قول جبريل:{لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا} يعني الآخرة {وَمَا خَلْفَنَا} من أمر الدُّنيا. وقال إِبليس في سورة الأعراف:{ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ} من قِبَلِ الآخرة، فأخبرهم أنَّه لا بعث بعد الموت، {وَمِنْ خَلْفِهِمْ} يعني من قِبَلِ الدُّنيا، فأزيِّنها في أعينهم. وكقوله