اعلم وفقك الله، وبصّرك بعيوب نفسك أنّا ترجمنا بعض الخلفا [ء] والملوك هنا ليعتبر الناظر في تراجمهم، ويعلم أنه لا بقا [ء] له في الدنيا. وأنه «١» لا دواء للموت؛ كما قال صلى الله عليه وسلم:«ما أنزل الله داء إلا وأنزل له شفاء إلا الموت؛ وفي رواية إلا الهرم» . ونستفتح هذا الفصل بمواعظ.
ويقال: لا يدرك البقاء إلا بالدوا [ء] . والشقي من جمع لغيره وضنّ على نفسه بخيره.
ويقال: مدة العمر قليلة، وصحة النفس مستحيلة.
ومن لم يعتبر بالأيام ولم ينزجر بالملام لكن «٢» يثور.
قال الأول: بيت:
إذا قسى القلب لم تنفعه موعظة ... كالأرض إن سبخت لم ينفع المطر.
منهم:
الملك الظاهر غازي بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب «٣»
مدفون بالمدرسة السلطانية «٤» تحت قلعتها؛ وهو:
أبو الفتح، وأبو منصور. كان مهيبا، حازما، كثير الاطلاع على أحوال رعيته واختبار الملوك، عالي الهمة، حسن التدبير، باسط العدل، محبا للعلماء، مجيزا